المشاركات

هابي بيرثداي

صورة
   قريبا جدا سيخبر الفايسبوك عن موعد إرسال " الباست ويشز ". سيقفز الأقرباء والأصحاب والغرباء إلى حائط الصور بحذا عن جديد لك ، كبرت ؟ تزوجت ؟ ماذا فعلت من ورائنا ؟  - "ليك وحشة ، شنوا حوالك ؟ " - "لباس ، متعب قليلا ،في الحقيقة  أنا متعب جدا .." - "إن شاء الله كل عام و إنت بخير ، هابي بيرثداي." - "شكرا.. " كل هؤلاء المبتسمين لن يجدوا وقتا كافيا للحديث عن تفاصيل لا تقدم إجابة واضحة عن ما إذا كنت سعيدا أم تعيسا. إذا أكتب قليلا ، لا لشيء ، فقط لنفسك، كي لا تنسى من أنت.. تماما كجندي يجلس في ظل شجرة يكتب رسالة إلى أمه قبل أن تبدء مهمة جديدة، يكتب فيستشعر يد أمه تمتد إليه و تحضنه بلطف و هي تقول : لا بأس.. لا بأس يا بني ".  
صورة
 15   ديسمبر هو أول أيام العطلة .. عام آخر قارب على الإنتهاء ، لكن لا يبدو أن الدراسة تنتهي ، هكذا الحال منذ .. منذ البداية   .    عندما كنت صغيرا ، كان هذا اليوم أكثر إمتاعا ، ربما جمعت بعضا من النمل و جربت أسلوبا جديدا من أساليب الموت البطيء ، أو ربما أضيف قطعة جديدة من الأدوات المدرسية إلى مجموعتي المتنوعة من القطع الجميلة المسروقة كنت حتما مستغرقا في مصيبة أكثر إمتاعا من هذه : أوراق كثيرة ودروس لا تنتهي   .. اليوم لم أعد صغيرا ، أمامي الكثير من الدروس والواجبات والإمتحانات   ..  كل ذلك مهم من أجل أن نكبر .     الكبار يفعلون كل شيء يريدونه ، الكبار يشترون كل الأشياء الجميلة ، يملكون الكثير من المال ، الكبار يفعلون الكثير من الأمور الممتعة .. لا يقتلون مثلما كنت أفعل في صغري مع النمل .. كنت   ولدا سيئا ..   لكني تعلمت أن الحياة أكثر متعة من الموت .. الكبار لا يسرقون ، هم يشترون الأشياء بأموالهم .. وحتى تكون كبيرا يجب أن تتعب ، أن تتعب كثيرا يا ولدي ، هكذا تقول أمي   .. ستكون الحياة ممتعة عندما أكبر .. سوف أقرء كل شيء .. سأسمع كل ما يقوله الكبار     ..   سأكبر

ليس خطؤك.. فعلها الأوغاد

اليوم تحدثت مع شاب من الحومة .. أذكره جيدا ، كان شابا وسيمًا أنيقًا يتحدث كثيرًا ، في منتهى الحيويًة و النشاط ، نركب نفس الحافلة من الحومة إلى المدينة ، كنت في بداية التعليم الثانوي و كان هو كبيرا جدا بما يكفي لأفهم وقتها أنه رسب عدة مراة .. أفهم الآن بعد  أن تحدًثنا لمدة قصيرة جدا أن رسوبه كان واحدا من الأسباب الكثيرة في جعله من المغضوب عليهم .. لكن كانت معاناته أكبر من ذلك.. لم يتحدث معي في كثير من التفاصيل ، أنا أستغرب أنه تحدث معي أصلا ! هو يكبرني كثيرا ، و أنا معروف من الجميع أنني شخص  منطوي جدا ، لا أصلح لأن أكون جليسًا ممتعًا .. !  أخبرني بكثير من الدقة و الإيجاز أنه مصاب بمرض خطير لا يعرف الأطباء أسبابه .. بعد ذلك أخرج سيجارة وأشعلها ،  بكثير من الهدوء أخبرني أنه إرتكب ما لا يحصيه من الأخطاء ، أنه لم يصم يوما في حياته ، أنه لم يقدر على التخلي عن السجائر و أن كل من حوله - و خاصة عمٌه مؤذن المسجد - كانوا سببًا مباشرا في معاناته النفسية - هو صعلوك فاسق فاشل على عكس أقاربه الأتقياء  الصالحين جدا والذين  يتبرًؤن  منه -  قال لي ذلك بكل دقة و وضوح و قليل من السخرية فيها ن

لمذا هذه المدونة ؟

لا يوجد سبب  ..  فقط هنا أكتب ما أريد ، سابقا كنت أكتب كثيرا على الورق حتى إكشفت هذا الفضاء الأنيق .. يقال من لا يكتب معرض للجنون دائما .. خاصة إن كنت تنتمي مثلي إلى هذه البقعة الجميلة من هذا العالم الجميل في هذا الزمن الجميل  ! ستجد هنا بعضا من التجارب و الأفكار و القصص ، ربما تكون مفيدة وتـستحق القرائة، و ربما تكون ضربا من الهراء أو السخف و الغباء .. و لكنها في كل الحالات بعض مني .. أنت صديقي ما دمت تقرأ لي ، لذلك أنت حر تماما : بأمكانك أن تنقد    ، أن تسخر ، أن تشتم  ، مرحبا بك على كل حال.